الصيام بعد جراحة السمنة: المخاطر والنصائح الصحية لمرضى السمنة خلال رمضان

تعتبر جراحة السمنة مثل تكميم المعدة، تحويل مسار المعدة، وتركيب الرباط المعدي من الخيارات الطبية التي تهدف إلى معالجة السمنة المفرطة، التي قد تكون سببًا في مشاكل صحية خطيرة مثل السكري وأمراض القلب. ولكن، في شهر رمضان المبارك، قد يشكل الصيام تحديًا للأشخاص الذين خضعوا لهذه الجراحات، حيث يمكن أن يعرضهم لمشاكل صحية مختلفة. لذا، من المهم فهم المخاطر التي قد يتعرض لها الشخص قبل اتخاذ قرار الصيام في رمضان بعد الجراحة.

هل يمكن الصيام بعد جراحة السمنة؟

بعد جراحة السمنة، يُنصح المرضى باتباع توصيات طبية محددة لتجنب المضاعفات الصحية، خاصة في الفترة التي تلي الجراحة. تتضمن هذه التوصيات تناول وجبات صغيرة ومتكررة، تناول الطعام ببطء، ومضغه جيدًا، وكذلك فصل تناول الطعام عن السوائل. إذا خضع الشخص لجراحة السمنة، فمن المستحسن تجنب الصيام في الأشهر الأولى بعد الجراحة (12-18 شهرًا)، حيث قد يؤدي الصيام إلى تفاقم مشاكل مثل سوء التغذية والجفاف.

التحديات التي قد يواجهها المرضى في رمضان:

  1. تغيرات في عادات الأكل وسوء التغذية: بعد جراحة السمنة، يُنصح المرضى بتناول وجبات صغيرة ببطء. الصيام لفترات طويلة قد يؤدي إلى الرغبة في تناول كميات كبيرة بسرعة عند الإفطار، مما قد يسبب ألمًا في البطن، غثيانًا، وقيءًا، وبالتالي يؤدي إلى الجفاف وسوء التغذية ونقص الفيتامينات والمعادن.
  2. الجفاف: بعد جراحة السمنة، من الضروري شرب 1.5 إلى 2 لتر من السوائل يوميًا للحفاظ على الترطيب ومنع الإمساك. الصيام خلال فترة طويلة في رمضان، خاصة في أيام الصيف الحارة، يمكن أن يزيد من خطر الجفاف.
  3. نقص الفيتامينات والمعادن: يُنصح المرضى بعد جراحة السمنة بتناول المكملات الغذائية بانتظام. ولكن مع حجم المعدة المحدود، قد يكون من الصعب تناول هذه المكملات في فترة قصيرة من الوقت خلال رمضان، مما قد يؤدي إلى نقص الفيتامينات والمعادن.
  4. انخفاض مستوى السكر في الدم: يزداد خطر انخفاض مستوى السكر في الدم (Hypoglycemia) عند الصيام لفترات طويلة، خاصة إذا لم يتناول الشخص الطعام بين السحور والإفطار.

متى يمكن للشخص أن يبدأ الصيام؟

بعد مرور 12-18 شهرًا على الجراحة، يقل خطر المضاعفات المرتبطة بالصيام ويكون من الممكن لبعض المرضى العودة للصيام، خاصة إذا كانوا في حالة صحية جيدة وتشافوا بشكل مرضٍ. ومع ذلك، قد يُوصى بتناول بعض السوائل خلال النهار، خاصة بالنسبة للمرضى الذين خضعوا لعمليات مثل تحويل المسار (Gastric Bypass) الذين يعانون من مشاكل امتصاص الغذاء.

التوصيات الغذائية ونمط الحياة للمرضى بعد جراحة إنقاص الوزن خلال رمضان:

  • ابدأ الإفطار بشرب الماء، تناول التمر المجفف أو شوربة لتحضير جسمك للوجبة الرئيسية، والتي يجب تناولها بعد صلاة المغرب. يساعد شرب الماء على مكافحة الجفاف الناتج عن الصيام، ويؤدي تناول 1-2 تمرات إلى رفع مستوى السكر في الدم بعد صيام طويل.
  • تأكد من أن الوجبة الرئيسية تتكون من أطعمة غنية بالبروتين، الخضروات/السلطة والكربوهيدرات البطيئة الامتصاص. تذكر أن توازن الوجبة هو: نصف الطبق بروتين، والثلثان المتبقيان خضروات وكربوهيدرات. يجب دائمًا تناول البروتين أولاً، ثم الخضروات وأخيرًا الكربوهيدرات.
  • عندما تصوم لفترات طويلة (أكثر من 10 ساعات)، قد يؤدي تناول السحور مبكرًا إلى انخفاض مستوى السكر في الدم قبل الإفطار. لذلك، في هذه الحالات يُنصح بتأخير السحور إلى أقصى حد ممكن.
  • تجنب النوم مباشرة بعد تناول الطعام لأن ذلك قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل ارتجاع الحمض، انزعاج في البطن و/أو الارتجاع.
  • تذكر القواعد الذهبية: تناول الطعام ببطء، امضغ الطعام جيدًا، فصل الأكل عن الشرب، توقف عند الشعور بالامتلاء وتجنب المشروبات الغازية/السكرية.
  • تجنب الأطعمة الغنية بالدهون والسكر مثل الحلويات التقليدية أو الأطعمة المقلية لتجنب أعراض متلازمة التفريغ.
  • حافظ على الترطيب الجيد؛ ابدأ الإفطار بشرب 200-250 مل من الماء. هدفك هو تناول ما لا يقل عن 1.5 لتر من السوائل يوميًا.
  • استمر في تناول مكملات الفيتامينات والمعادن وفقًا للتوصيات.
  • استمر في ممارسة الأنشطة البدنية الروتينية خلال رمضان؛ ولكن قم بتحديد وقتها بشكل مناسب. على سبيل المثال، يمكنك ممارسة الرياضة بعد ساعتين من الإفطار ثم تناول وجبة خفيفة بعد التمرين لاستعادة الطاقة.

يُحذر المرضى الذين خضعوا لجراحة السمنة من الصيام في الأشهر الأولى بعد الجراحة نظرًا للمخاطر التي قد يتعرضون لها، مثل سوء التغذية والجفاف. إذا كانوا في مرحلة الشفاء الجيد بعد 12-18 شهرًا، يمكنهم التفكير في الصيام مع اتباع التوصيات الطبية الخاصة للحفاظ على صحتهم. يُنصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل اتخاذ قرار الصيام لضمان عدم حدوث أي مضاعفات صحية.